كيف استعدت دول الخليج لمواجهة الركود العالمي المتوقع في 2023؟
عام 2023 لا صوت يعلو فوق صوت الركود.. وباء وحرب ونقص في الإمدادات وارتفاع بالأسعار وفائدة مرتفعة
تسببت في تراجع المبيعات وتسريح للعمالة حتى خفضت شركات التكنولوجيا الأمريكية وحدها نحو 100 ألف وظيفة في عام 2022
ليتجه الاقتصاد العالمي في 2023 لتسجيل أسوأ أداء في 3 عقود بعد أزمات 2009 و2020
وقد يتراجع لنحو 1.7% بعدما كان متوسط نموه بين 2 % و5٪ منذ عام 1985
فكيف ستواجه دول الخليج هذا الركود؟
أسباب كثيرة قد تجعل دول الخليج تواجه هذا الركود منها:
الفوائض الكبيرة في ميزانياتها بسبب ارتفاع أسعار النفط ففي عام 2022 وصل سعر النفط لأعلى مستوياته منذ عام 2008 عند سعر 139 دولارا نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية
لتحقق ميزانية السعودية إيرادات قيمتها 1,2 تريليون ريال في عام 2022، منها إيرادات نفطية بنحو 842 مليار ريال،
وتسجل المملكة فائضا قدره 102 مليار ريال
وفي فبراير 2023 يتم تداول سعر النفط فوق مستوى 80 دولار ويتوقع له أن يرتفع لنحو 110 دولارات بسبب الانفتاح الاقتصادي في الصين وزيادة الطلب عليه
وسط تقديرات أن تحقق المملكة فائضا قيمته 16 مليار ريال خلال عام 2023 وتستغل دول الخليج عائداتها النفطية في تحقيق تنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط وتعزيز مكانتها عالميا
ففي السياحة، تصدرت السعودية الدول العربية الأكثر جذبا للسياح، بمعدل 18 مليون زائر في أول تسعة أشهر من عام 2022 بحسب منظمة السياحة العالمية
مع خططها لتطوير مشاريع سياحية مثل “نيوم”، و“الريفيرا”، والمدن التراثية، وجذب 25 مليون زائر من الخارج خلال 2023
وتهدف قطر للوصول إلى 5.6 مليون سائح بنهاية 2023، بعد أن جذب “كأس العالم” في قطر بعام 2022 أكثر من مليون زائر
وبالنسبة لصناديق الثروة السيادية الخليجية، فقد استفادت من انخفاض أسعار الأسهم العالمية خلال الوباء العالمي
واستثمرت في قطاعات متنوعة كالرعاية الصحية والطاقة النظيفة والتكنولوجيا فمثلا صندوق الاستثمارات العامة السعودي استثمر أكثر من 7.5 مليار دولار في كبرى الشركات الأمريكية خلال الربع الثاني من 2022، مثل جوجل، ومايكروسوفت، وأمازون
وجاءت السعودية بين أوائل الدول العربية في مؤشر ثقة الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2022
بتدفقات استثمارية بلغت 19.2 مليار دولار، مع نجاحها في استقطاب أكثر من 70 شركة لنقل مقراتها الإقليمية داخل المملكة حتى الربع الثالث من عام 2022 ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للدول الخليجية بنسبة 3.6% خلال عام 2023.
فالاقتصاد السعودي، أكبر اقتصاد بالمنطقة، بعدما سجل نموا بنحو 8.7%، كأعلى نسبة نمو بين اقتصادات العالم في عام 2022،
قد يواصل نموه بنسبة 3.7% في عام 2023، مقارنة بنمو قد يبلغ 0.5% بالولايات المتحدة، وقد لا تسجل منطقة اليورو أي معدل نمو على الإطلاق
وقد أدت أسعار الفائدة المرتفعة لصعود الدولار الأمريكي الذي ترتبط به معظم عملات دول الخليج
ما ساهم في تخفيف أسعار الواردات في منطقة الخليج فبعد أن سجلت دول الخليج أعلى مستوى للتضخم في 11 عاما عند 4.8% في يوليو 2022 بسبب نقص الإمدادات، انخفض إلى 4% في نوفمبر 2022
ومن المتوقع أن يواصل تراجعاته إلى 2.7% في 2023، في وقت قد يزداد فيه التضخم العالمي لنحو 6.5%
#أرقام_التعليمية