اكتُشف بالصدفة وكان أحد أسباب حرب استقلال أمريكا..ماذا نعرف عن الشاي؟
الشاي اكتشف بالصدفة وهو المشروب الأكثر استهلاكا في العالم بعد الماء
قامت بسببه حروب، وكان الشرارة الأولى لاستقلال أمريكا ولشعبيته خصصت له الأمم المتحدة يوم 21 مايو من كل عام يوما عالميا للاحتفال بالشاي،ويوجد أكثر من ألف نوع من الشاي حول العالم
أغلى هذه الأنواع الشاي الصيني الملكي (داهونج باو)، يباع في المزادات وقد يصل سعر الكيلو جرام الواحد منه إلى مليون ومئتي ألف دولار،وقديما كان الشاي طعاما قبل أن يتحول لمشروب
فيقال إن الإمبراطور الصيني شين نونغ(Shen Nung) قبل عام 2700 قبل الميلاد كان يتناول أوراق الشاي في طعامه خاصة عند شعوره بألم في معدته
قبل أن يكتشفه كمشروب عندما سقطت ورقة من شجرة تسمى " كاميليا سينينسيس" في وعاء غلي الماء الخاص به ليتغير لونه، عندها قرر تناول المشروب واستحسن مذاقه
أيضا قبل 200 عام قبل الميلاد اكتشف كعك مجفف من أوراق الشاي في غرف الدفن بمقابر "يانغ لينغ" في وسط الصين،وفي القرن السابع عشر انطلقت أولى القوافل التجارية للشاي من الصين إلى هولندا ثم وصلت إلى بقية أوروبا
ولم يكن معروفا لغالبية الناس كيفية استخدامه، فالبعض وضع أوراق الشاي في الماء، والبعض الآخر استخدمه كعلاج لتنقية الطحال، وغيرهم وضعوه على شطائر الخبز لتناوله كطعام
لكن كيف كان أحد أسباب حرب استقلال أمريكا عن بريطانيا؟
في عام 1773 عندما كانت أمريكا تابعة لبريطانيا، أقر البرلمان البريطاني ضريبة على الشاي في المستعمرات الأمريكية ما أثار غضب الأمريكيين وهجومهم على ثلاثة سفن بريطانية في مرسى ميناء بوسطن،وأغرقوا 342 حاوية شاي في المياه، كانت تحمل 45 طنا من الشاي،
وعرفت هذه الحادثة ب"حفل شاي بوسطن" حيث استغرق الثوار ثلاث ساعات كاملة لإفراغ الشاي في الماء والتأكد من تلفه بالكامل
وردا على هذه الحادثة، قامت بريطانيا بفرض قرارات عقابية بغلق ميناء بوسطن ومطالبتهم بالتعويض عن الشاي المدمر،وهو ما تسبب في احتجاجات واسعة
قادت لحرب الاستقلال الأمريكية واستقلال أمريكا عن بريطانيا بعام 1776.
وفي القرن التاسع عشر عندما أصبح الشاي المشروب المفضل لدى البريطانيين كانت الصين المورد الرئيسي له،
وتبادلت معها بريطانيا الأفيون مقابل الشاي لكن بمرور الوقت أدركت الصين خطورة الأفيون على شعبها،
وصادرته بالكامل وانقطعت العلاقات بين بريطانيا والصين وقتها قررت بريطانيا البحث عن مصدر بديل للشاي
وفي عام 1848 أسندت مهمة لعالم النباتات الأسكتلندي، روبرت فورتشن Robert Fortune)، للذهاب متخفيا للصين، وتهريب نباتات الشاي إلى الهند التي كانت خاضعة للحكم البريطاني.
لينجح فورتشن في تهريب 20 ألف نبتة شاي من الصين، ما جعل الهند تتحول لاحقا إلى أحد أكبر المنتجين الرئيسيين للشاي عالميا.
وتمثل تجارة الشاي ثاني أكبر سوق عالمي للمشروبات الساخنة بعد القهوة،
ففي عام 2022 ألفين واثنين وعشرين استهلك العالم 6.7 ستة مليارات وسبعمئة مليون كيلوجرام من الشاي، ويتوقع زيادة استهلاكه إلى 7.4 سبعة مليارات وأربعمئة مليون كيلوجرام بعام 2025 ألفين وخمسة وعشرين بحسب توقعات "استاتيستا statista"
وتهيمن الصين على إنتاج الشاي عالميا، مع إنتاجها لنحو 3.18 ثلاثة ملايين ومئة وثمانين ألف طن من الشاي في عام 2022