رغم ارتفاع سقف الدين الأمريكي أكثر من 100 مرة خلال العقود الثمانية، دام خلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين حول رفعه بعدما وصل إلى 31.4 تريليون دولار في يناير 2023 مع مطالبة الجمهوريون بخفض الإنفاق بنحو 4.5 تريليون دولار في مقابل رفع سقف الدين 1.5 تريليون دولار حتى 31 مارس 2024 لكن قبل حلول يونيو 2023 توصل الجانبان لاتفاق مبدئي على رفع سقف الدين الأمريكي لمدة عامين وتقليص الإنفاق، حتى لا تتخلف أمريكا عن سداد ديونها فما تاريخ الديون الأمريكية؟ وكيف بدأت قصتها؟ بدأت قصة الديون الأمريكية مع انتصار أمريكا في الحرب العالمية الثانية عام 1945، عندما طرحت الدولار كعملة احتياطية مربوطة بالذهب وكدست دول العالم الدولارات كاحتياطات لديها معتمدين على ضمانات أمريكية بتحويل الدولارات بالبنوك المركزية حول العالم إلى ذهب عند الطلب بمعدل 35 دولارا للأونصة لكن مع دخول أمريكا الحرب الكورية عام 1950 وبعدها حرب فيتنام عام 1954 احتاجت مزيد من الدولارات لتغطية تكلفة الحرب، ما دفعها لطباعة دولارات غير مغطاة بالذهب، ومع مطالبة الرئيس الفرنسي "شارل ديغول" لأمريكا بتحويل الدولارات لدى فرنسا إلى ذهب، لم تستطع أمريكا الوفاء بالتزامها ليعلن الرئيس الأمريكي "نيكسون" التخلي عن معيار الذهب عام 1971 ونتيجة طبع الدولارات دون تغطيتها بالذهب، تراجعت قيمة الدولار وازدادت حدة التضخم والبطالة خاصة مع زيادة النفقات عن الإيرادات الأمريكية هنا تنبه العالم لأزمة المديونية المقبلة عليها أمريكا وهناك حقبتين رئاسيتين، عززا من اتجاه أميركا نحو الغرق في الديون، الحقبة الأولى في عهد "رونالد ريغان" (من 1981إلى 1989)، عندما خاض منافسة شديدة مع حلف وارسو خلال الحرب الباردة، باستخدام التكنولوجيا العسكرية الفضائية عبر إطلاق برنامج بـ"حرب النجوم" المزود بأحدث التقنيات لإحباط أي هجوم على أمريكا بالصواريخ البالستية، ورصد لها ميزانية قيمتها 26 مليار دولار ما دفع موازنة الدفاع في الثمانينيات للتصاعد بشكل كبير الحقبة الرئاسية الثانية المتمثلة في ولايتي "بوش الأبن" (من 2000 إلى 2009) فمع بداية عهد "بوش الابن" عام 2000 وصلت الديون الأمريكية إلى 13 تريليون دولار، أي 14 ضعفاً ما كانت عليه عام 1980، مع فوائد مستحقة عليها تضاعفت أكثر من 29 مرة إلى 1.5 تريليون دولار، فكانت الحكومة الأمريكية تلجأ للاقتراض عبر إصدار وزارة الخزانة الأمريكية أذونات وأوراق مالية وسندات الخزانة للوفاء بالتزاماتها وما زاد الوضع سوءً تعاظم مد جماعة المحافظين الجدد الذين يدعون إلى تعزيز الديمقراطية والتدخل في الشؤون الدولية، بما في ذلك إحلال السلام باستخدام القوة العسكرية وما زاد الأمر سوء تعاظم نفوذ المحافظين الجدد الذين يتدخلون في سؤون الدول واستخدام القوة العسكرية ، فكان لهم الاثر الكبير في دفع "بوش الابن" لغزو أفغانستان والعراق، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ما أدى لاستنزاف الخزانة الأميركية أيضا التخفيضات الضريبية الكبيرة في عامي 2001 و2003 لصالح الأغنياء، جعلت الخزانة الأميركية تخسر نحو 1.6 تريليون دولار وتخفيض الضرائب على الرواتب عام 2010 لإنهاء النزاع بين الجمهوريين وأوباما الديمقراطي، حرمت الموازنة الأمريكية من مدفوعات تصل لنحو 400 مليار دولار وهذه السياسات جاءت دون أي تقليص في النفقات الأخرى، فعلى سبيل المثال، في آخر 10 سنوات أنفقت أمريكا حزم تحفيزية كبيرة للاقتصاد تضمنت الحزمة الأكبر في تاريخها بقيمة 2.2 تريليون دولار خلال مارس 2020 لمنع حدوث ركود اقتصادي نتيجة الوباء العالمي كذلك لم تتخلى عن تمويل المنظمات الدولية حفاظا على هيمنتها حول العالم، كما هو الحال في مساهمتها لمنظمة الصحة العالمية بنحو نصف مليار دولار وهو ما خلق زيادات كبيرة في عجز الميزانيات وأصبحت الطريقة الوحيدة أمام أمريكا للخروج من أزمتها، هي مواصلة الاقتراض، لتمويل العجز، وهو ما فاقم أزمة الديون الأمريكية

البيتكوين أول عملة رقمية من نوعها في العالم ورغم أنها استثمار عالي المخاطر، إلا أنها شهدت ارتفاعا كبيرا في قيمتها منذ تأسيس بورصة لتداولها عام ألفين وعشرة 2010 ففي كل مرة ينخفض سعرها يعود للارتفاع مرة أخرى، وهناك 6 أسباب رئيسية تؤدي إلى ارتفاع سعر البيتكوين رغم مخاطرها، فما هي؟ أولا: "ندرة المعروض من البيتكوين فحاليا يوجد 18.8 مليون وحدة بيتكوين متداولة، والحد الأقصى المسموح به لتعدين البيتكوين لن يتجاوز ال 21 مليون وحدة بيتكوين، ولن يتم الوصول لهذا الرقم إلا في عام ألفين ومائة وأربعين 2140 ما يجعل المعروض من البيتكوين محدودا، لتكون عملة نادرة وذات قيمة، وهو ما يؤدي لزيادة الطلب عليها باستمرار، ويصبح سعرها أعلى ولهذا يلقبها المؤيدون لها بالذهب الرقمي ثانيا: زيادة قبول البيتكوين كوسيلة دفع آمنة فمثلا عندما اعترفت اليابان بالبيتكوين عام ألفين وسبعة عشر 2017، ارتفع حجم التداول عليها من 1% إلى 6% واستحوذت اليابان على 55% من حجم التداول العالمي للبيتكوين في بعض الأيام، وهذه التداولات أثرت إيجابيا على أسعارها ومع سرعة التحول الرقمي في العالم وزيادة الإقبال على الاستخدامات التكنولوجية تزداد أعداد الشركات الكبرى التي تقبل الدفع بالبيتكوين باستمرار مثل"مايكروسوفت" و"باي بال"، وهو ما يرفع الثقة في البيتكوين ويزيد من قيمتها. ثالثا: ارتفاع تكاليف إنتاج البيتكوين، فتكاليف إنتاج أي سلعة تؤثر في سعرها وعملية تعدين البيتكوين تتطلب أجهزة كمبيوتر باهظة الثمن، وتستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، فقد يتجاوز استهلاك عمليات تعدين البيتكوين السنوية للكهرباء 128 تيراواط في الساعة، وهو أكثر مما تستهلكه دول بأكملها ك نيوزيلندا وبلجيكا معا، إذ كان استهلاك نيوزيلندا السنوي من الكهرباء 40 تيراواط في الساعة بعام ألفين وواحد وعشرين 2021 فيما سجل استهلاك بلجيكا السنوي من الكهرباء 81.7 تيراواط في الساعة بعام ألفين واثنين وعشرين 2022 ولهذا فإن هذه التكاليف الباهظة تؤدي بالتبعية لارتفاع سعرها رابعا: المضاربة عليها فيمكن للمضاربين التأثير على أسعار البيتكوين من خلال عمليات بيعها وشرائها بشكل متكرر وسريع بهدف تحقيق أرباح سريعة، ما قد يخلق فرصا للربح على المدى القصير تدفع المضاربين لشراء البيتكوين ويزيد الطلب على البيتكوين، ويرتفع سعرها خامسا: انتصاف البيتكوين فالمعدنون يحصلون على مكافأة عند تعدين 210,000 كتلة جديدة في شبكة البيتكوين، وكل 4 سنوات تقريبا يحدث عملية "انتصاف البيتكوين" بمعنى تخفيض المكافأة بنسبة 50% بهدف تقليل عدد وحدات البيتكوين الجديدة المطروحة للتداول وهو ما يعزز ندرة البيتكوين ويزيد من سعرها وقد تم تخفيض المكافأة سابقا 3 مرات كانت أولها في عام ألفين واثني عشر 2012 من 50 بتكوين إلى 25 بتكوين، ثم إلى 12.5 بتكوين في عام ألفين وستة عشر 2016، وأخيرا إلى 6.25 بتكوين في عام ألفين وعشرين 2020. ومن المتوقع أن يحدث الانتصاف الرابع عام ألفين وأربعة وعشرين 2024. سادسا: جاذبية البيتكوين وقت الأزمات في أوقات الأزمات لا تتأثر قيمة البيتكوين بمعدلات التضخم والفائدة التي تؤثر على قيمة العملات التقليدية، لأنها عملة لا يتم إصدارها من البنوك المركزية، فمثلا بعد انهيار عدد من البنوك الأمريكية وتوقعات بمزيد من إبطاء زيادة أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي التي ستضعف قيمة الدولار، وعادة في مثل هذه الحالة يتجه المستثمرون نحو الاستثمارات عالية المخاطر مثل البيتكوين من أجل تحقيق ربح أعلى، ففي 11 أبريل عام ألفين وثلاثة وعشرين 2023 صعد سعر البيتكوين فوق 30 ألف دولار لأول مرة منذ يونيو ألفين واثنين وعشرين 2022، لتحقق البيتكوين مكاسب (تزيد على) 81% منذ نهاية ألفين واثنين وعشرين 2022 ووصلت قيمتها السوقية بنهاية أبريل عام ألفين وثلاثة وعشرين 2023، إلى 566.7 مليار دولار بارتفاع نسبته 78% منذ نهاية عام ألفين واثنين وعشرين 2022

في 1 سبتمبر من عام 1939، دخل الجيش الألماني الأراضي البولندية، وهو ما اعتبر لاحقاً تاريخ بداية الحرب العالمية الثانية. هذا الغزو كان بمثابة خيانة من جانب الزعيم النازي أدولف هتلر لمعاهدة سلام وعدم اعتداء أبرمها مع بريطانيا وفرنسا خلال مؤتمر ميونخ عام 1938، وهو ما استدعى توجيه حكومتي لندن وباريس إنذارا لهتلر للانسحاب من بولندا، لكن ألمانيا رفضت التراجع. وبعد عام وتحديداً في 3 سبتمبر عام 1939، أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا، لكن هتلر كان يريد إقصاء بريطانيا مبكراً من تلك الحرب عن طريق تدمير اقتصادها، فكيف خطط لذلك؟ أحد المسؤولين بجهاز الأمن والشرطة في ألمانيا النازية ويدعى آرثر نيبي، استعرض خطة باستخدام عدد من المزوّرين ذوي الخبرة، لتزوير العملة ‏البريطانية وإنتاج كميات هائلة من الجنيه الإسترليني ثم القائها من الطائرات على ‏المدن البريطانية. ‏ وفق رؤية نيبي، هذه الخطة ستؤدي حتماً إلى تضخم مفرط (أي ارتفاع سريع ومبالغ فيه بالأسعار) وانهيار الاقتصاد البريطاني تزامناً مع خسارة الجنيه الإسترليني لقيمته ومكانته كعملة الاحتياطي العالمي في ذلك الوقت. بعد تحديد ملامح الخطة، عرضها وزير الدعاية الألماني جوزيف غابلز والضابط رينهارد هايدريتش على أدولف هتلر الذي استحسنها ليعين الضابط ألفرد نوجوكس للإشراف على هذه العملية والتي سميت بـ أندرياس. بعد تحديد ملامح الخطة، عرضت على أدولف هتلر الذي استحسنها ليعين الضابط ألفرد ناويوكس للإشراف على هذه العملية والتي سميت بـ أندرياس. بداية عام 1940، جمع ألفرد ناويوكس 142 مزوراً تم اختيارهم من معسكرات الاعتقال النازية في موقع خاص بعملية التزوير بالعاصمة برلين. وبعد أشهر من العمل، تمكّن فريق المزورين من إنتاج أوراق نقدية من فئة 5 جنيهات إسترليني مطابقة للعملة البريطانية الأصلية. كان الاختيار قد وقع على العملة فئة 5 جنيهات إسترليني لأنها لم تتغير منذ تصميمها عام 1855 حتى فترة الحرب كما نجح الخبراء الألمان في فك شفرة الأرقام التسلسلية للعملة فئة 5 جنيهات مع الاعتماد على الكيميائيين لإنتاج أوراق تشابهت تركيبتها مع العملة الأصلية. وبحلول بداية عام 1942، أنتج الألمان ما قيمته 3 ملايين من الجنيهات المزورة في انتظار إشارة البدء للتنفيذ. لكن لحسن حظ البريطانيين، تأخر النازيون عن التنفيذ بسبب وقوع خلاف بين ألفرد ناويوكس والضابط المسؤول رينهارد هايدريتش، على أثره فقد ناويوكس منصبه وتم تخفيض رتبته.. أيضاً، تلقى البريطانيون معلومات استخباراتية من جواسيسهم عن العملية أندرياس. وبشكل فوري، توقفت بريطانيا عن إصدار الأوراق النقدية فئة 5 جنيهات ومنعوا دخول أية أوراق نقدية من الدول الأجنبية. في منتصف عام 1942، عاد الألمان مجدداً لهذه الخطة بسبب إعجاب أحد القادة المقربين من هتلر ويدعى هاينريش هيملر بها. بالفعل، تم إطلاق العملية مجدداً بإنتاج أوراق نقدية جديدة من الجنيه الإسترليني لضرب الاقتصاد البريطاني. مع استغلال المعتقلين في معسكرات ألمانيا النازية، نجح الألمان في إنتاج 60 ألف ورقة مزورة شهرياً خلال منتصف عام 1943 . لكن مع الفرق أن تلك النقود المزورة لم تلقى بالطائرات، بل تم استغلال معظمها في الدفع مقابل الحصول على معلومات استخباراتية مثل الدفع لجاسوس تركي يدعى إلياس بازنا مقابل نقل معلومات من السفير البريطاني في تركيا ومع هزيمة ألمانيا في عام 1945، انتهت العملية أندرياس وإتلاف ما تبقى من النقود المزورة التي أنتجها الألمان عقب تحرير قوات الحلفاء للمعسكرات التي كانت تتم بها عملية التزوير. لكن ماذا لو نجحت الخطة بإغراق بريطانيا بملايين الجنيهات المزورة؟ من بين مسببات التضخم زيادة المعروض من النقد المتداول بشكل أسرع من الإنتاج. على سبيل المثال، إذا قامت الحكومة بطباعة أموال إضافية، فسيكون لدى الأسر المزيد من الأموال لإنفاقها على السلع، وفي حالة ثبات كمية السلع المعروضة، فإن الأموال الإضافية ستؤدي فقط إلى قيام الشركات برفع الأسعار. بالتالي، سيؤدي ذلك إلى دخول الاقتصاد في دورة تضخمية، لأن العملة ستقل قيمتها بمرور الوقت، وربما تخرج ارتفاعات الأسعار عن السيطرة، أي أن المستهلك يحتاج لنقود أكثر لشراء نفس السلعة. إذاً: لو كانت خطة هتلر قد نجحت بإغراق بريطانيا بالنقد، فسوف يلتقطها المواطنون، وتتزايد الأموال في حوزتهم، أي أن المعروض المتداول سوف يتزايد، ومن ثم، يرتفع التضخم.

في عام ١٩٥٠.. كان سعر برميل النفط حوالي ٣ دولارات.. في المقابل كان سعر أوقية الذهب نحو ٤٠ دولارا فبأوقية واحدة من الذهب كان من الممكن شراء نحو 13.5 برميل من النفط وفي أبريل 2023.. تجاوز سعر أوقية الذهب ال ٢٠٣٠ دولارا.. هذه القيمة يمكنها شراء 24 برميل نفط تقريبا على اعتبار أن سعر برميل النفط يعادل 85 دولارا. بينما ال٤٠ دولارا (سعر أوقية الذهب عام 1950) لا يمكنها الآن شراء حتى نصف برميل من خام برنت الشاهد هنا أن الذهب مخزن للقيمة مهما طال الزمن وملاذ آمن في أوقات الأزمات والتقلبات يسعى نحوه الجميع من الأفراد والشركات وحتى البنوك المركزية ويتوقعون زيادة قيمته نتيجة الطلب المتزايد عليه في أغسطس 2020، ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى وهو السعر التاريخي عند 2074 دولارا للأوقية تزامنا مع ذروة الجائحة العالمية. ومع إغلاق المعدن النفيس جلسة 5 أبريل من عام 2023 عند 2035.6 دولار، صار التساؤل الذي يطرح نفسه: لماذا ارتفع الذهب مؤخرا ليجتاز حاجز ال2000 دولار مع تحقيق مكاسب بأكثر من 11% في أول ربع سنوي من هذا العام؟ 4 عوامل دفعت الذهب نحو الارتفاع أولها: ارتفاع حيازة البنوك المركزية للذهب أظهر أحدث تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، ارتفاع حيازة البنوك المركزية العالمية من المعدن الأصفر بمقدار 52 طنا في فبراير 2023 لتواصل البنوك المركزية شراء الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي. على سبيل المثال، اشترى بنك الشعب الصيني نحو 25 طنا في فبراير الماضي، ليزيد حجم الاحتياطي من الذهب إلى 2050 طنا على مدى أربعة أشهر متتالية بينما رفع البنك المركزي التركي رصيده من الذهب بنحو 22 طنا للشهر الخامس عشر وزاد الاحتياطي إلى 587 طنا واشترت البنوك المركزية بدولتي سنغافورة والهند ذهبا في فبراير الماضي ثانيا: أزمة البنوك الأمريكية بعد انهيار بنك سيليكون فالي في 10 مارس 2023، سادت المخاوف الأسواق خشية أن يكون ذلك بداية لأزمة مالية على غرار الأزمة المالية العالمية في عام 2008. بالتبعية، مع تصاعد المخاوف لدى المستثمرين، تكون النتيجة الإقبال على شراء الذهب كملاذ آمن. على سبيل المثال: كان سعر أوقية الذهب قبل انهيار بنك "سيليكون فالي" ب24 ساعة عند مستوى 1812 دولارا لكن السعر بلغ 1988 دولارا للأوقية بعد مرور أيام من الانهيار. ثالثا: السياسات النقدية للبنوك المركزية وسط استمرار ارتفاع التضخم في أمريكا وغيرها من الاقتصادات العالمية، لا تزال التوقعات تشير للاستمرار في تشديد الاحتياطي الفيدرالي وبنوك مركزية كبرى للسياسة النقدية برفع الفائدة.وفي ضوء عدم اليقين يرتفع الطلب على الذهب باعتباره أداة للتحوط. رابعا: هبوط الدولار الأمريكي في أبريل 2023 بلغ الدولار أدنى مستوى له في شهرين مسجلا نحو 1.09 لكل يورو ونحو 1.25 لكل جنيه إسترليني والأسواق لا تزال تتوقع مزيدا من الضعف للدولار مقابل العملات وهو أيضا ما يستفيد منه الذهب، إذ يرتبطان بعلاقة عكسية، أي إنه كلما تراجع سعر الدولار، ارتفع سعر الذهب.

"الدولار ينهار ..وقريباً لن يكون المعيار العالمي" .. كلمات أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب معبراُ عن تخوفه من أن تفقد أميركا قوتها الاقتصادية. فهل سيخسر الدولار مكانته الحالية؟ وما علاقة مجموعة بريكس؟ منذ الحرب العالمية الثانية، والدولار الأمريكي هو العملة المعتمدة في معظم الحركات التجارية العالمية ما يمنح الدولار قوة على حساب العملات المحلية في دول العالم التي تضطر لشراء الدولار لتسديد تجارتها الخارجية وحتى نهاية مارس عام 2023، والدولار يشكل 58.36% من حجم احتياطات العالم من النقد الأجنبي البالغة نحو 12.9 تريليون دولار. لكن بعض الدول ترى في ذلك هيمنة واستغلالاً من واشنطن لعملتها في معاقبة من يخالفها لذلك، اتحدت دول لإطلاق بديل للدولار أو على الأقل عدم استخدامه في التعاملات التجارية بينها ومن أبرز هذه الدول تكتل يسمى مجموعة "بريكس" التي تأسست عام 2009 تحت اسم بريك BRIC وهي الأحرف الأولى لأسماء 4 دول هي الصين وروسيا والهند والبرازيل، ثم انضمت إليها جنوب إفريقيا عام 2010 ليصبح اسم المجموعة بريكس BRICS. في عام 2021 بلغ إجمالي حجم اقتصاد بريكس نحو 24.73 تريليون دولار، والذي يشكل نحو 29% من الاقتصاد العالمي البالغ حجمه 96.51 تريليون دولار بالمقارنة، يصل حجم اقتصاد الولايات المتحدة إلى حوالي 23 تريليون دولار. وكدليل على نمو بريكس، بلغت مساهمة اقتصاداتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي 31.59% عام 2022، في حين بلغت مساهمة اقتصادات مجموعة السبع الصناعية الكبرى (G7) حوالي 30.39% في نفس الفترة. وتقدر المساحة الإجمالية لدول بريكس بنحو 39.7 مليون كم مربع تشكل نحو 27.4% من إحمالي مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، مع تعداد سكان يصل إلى 3 مليارات نسمة، أي ما يعادل حوالي 40% من عدد سكان الأرض البالغ 8 مليارات نسمة. عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 زادت الدعوات للتخلِّي عن الدولار داخل مجموعة "بريكس" بعدما أصبحت العملة الأمريكية إحدى الأدوات العقابية الغربية ضدّ الاقتصاد الروسي. من بين هذه الدعوات إنشاء عملة مشتركة كوسيلة للرد على هيمنة الدولار مثلما جاء في تصريحات الرئيس الروسي "بوتين" "إن روسيا تعمل مع دول البريكس لإنشاء عملة احتياطات دولية تعتمد على سلة من عملات دول المجموعة". وليست دول بريكس وحدها التي تسعى للاستغناء عن الدولار في تعاملاتها، هناك الأرجنتين التي أعلنت في الأشهر الأولى من عام 2023 عن خطة لإطلاق عملة موحدة مع البرازيل أيضاً، اتفقت الصين والبرازيل على استخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري بدلاً من الدولار لكن هل ستزيح هذه الخطوات الدولار من عرش الهيمنة الاقتصادية؟ يرى الخبراء أن إزاحة الدولار عن الهيمنة أمر صعب في الوقت الحالي لأن تجارة السلع الاستراتيجية كالنفط والذهب تتم بالدولار، ومع ذلك فإن ظهور تكتلات اقتصادية مثل بريكس وانضمام المزيد من الدول إليها، وتحول الاقتصاد العالمي إلى نظام عالمي متعدد العملات قد يؤدي لتقليل الاعتماد على الدولار

الإدراج المزدوج هو عملية يتم فيها إدراج أسهم الشركة في بورصتين مختلفتين في نفس الوقت ويوفر فوائد عديدة للشركة والمستثمر معاً فمثلا إذا كان الهدف من إدراج الشركات أسهمها في البورصة الحصول على التمويل اللازم لأعمالها عبر جذب المستثمرين وتقليص مخاطر الاعتماد على القروض البنكية، فإن الإدراج المزدوج، يتيح للشركة فرصة أكبر لزيادة قاعدة المستثمرين والوصول لرأس المال ما يعني عددا أكبر من المشترين لأسهم الشركة وزيادة الطلب عليها، وزيادة حجم التداول على أسهمها ولفترات زمنية أطول إذا كانت البورصات التي تدرج فيها الأسهم في مناطق زمنية مختلفة، وهو ما يساعد على زيادة سيولة الأسهم وارتفاع سعرها ويؤدي إلى زيادة قيمة الشركة وتحسين أدائها على المدى الطويل وفي حال إدراج أسهم الشركة في دول لديها معدلات فائدة منخفضة، فيمكنها الحصول على قروض منخفضة التكلفة تساعدها على خفض فاتورة ديونها وبالنسبة للمستثمرين يعد الإدراج المزدوج إشارة جيدة لهم نظرا لوجود أنظمة رقابية من السوقين على الشركة تجعلها تنشر بياناتها المالية بصورة أكثر دقة وشفافية، ما يساعد المستثمرين على تقييم أداء الشركة بشكل أفضل وأكثر ثقة كما يسمح للمستثمرين بتنويع استثماراتهم في شركات أجنبية أدرجت أسهمها في السوق المحلية ما يتيح لهم الاستفادة من قطاعات قد لا تكون متاحة في سوق واحدة وبالتالي تقل المخاطرة على محافظهم الاستثمارية إذ تراجعت الشركات المحلية صحيح أن الإدراج المزدوج في السوقين يجب أن يكون بنفس القيمة للسهم لكن أحيانا فرق قيمة العملة بين السوقين يوفر فرصا للربح مع تغير سعر السهم نتيجة اختلاف العرض والطلب بين السوقين لنفترض مثلا أن شركة أدرجت أسهمها في السوق السعودية وسوق أبوظبي المالي، ويتم تداول السهم بنفس القيمة مع فرق قيمة العملة مثلا بسعر 15 ريالا ما يعادل 14.7 درهم وقد يحدث أن يكون السهم مطلوبا للشراء في السعودية بسعر 15.1 ريال نتيجة ارتفاع الطلب عليه، ومعروضا للبيع في سوق أبوظبي بسعر 14.5 درهم ما يعادل 14.8 ريال، نتيجة انخفاض الطلب عليه ولهذا يمكن للمتداول شراء السهم من سوق أبوظبي بسعر 14.5 درهم (ما يعادل 14.8 ريال) ثم بيعه في السعودية بسعر 15.1 ريال (ما يعادل 14.8 درهم)، محققا ربحا بنسبة 2% لكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر إلا لفترة قصيرة جدا وسرعان ما يحدث توازن في الأسعار نتيجة زيادة عملية بيع الأسهم في السعودية فتنخفض أسعار الأسهم

فى عام 2022 قامت شركة (جوجل) بتجزئة أسهمها من سهم واحد الى 20 ، وهي خطوة خفضت سعر السهم الواحد من حوالى 2255 دولارا إلى حوالي 113 دولارا فأصبح لدي مالك السهم بعد تجزئة الاسهم 20 سهما بدلا من كل سهم كان يملكه فى ذلك الوقت فماذا تعنى تجزئة السهم؟ ولماذا تلجأ الشركات لتجزئة أسهمها؟ ببساطة تجزئة السهم هي عملية تزيد من عدد الأسهم في السوق وتخفض سعر السهم، ويتم ذلك لخلق المزيد من السيولة وتشجيع المستثمرين على شراء السهم بعد انخفاض سعره. على سبيل المثال إذا كان عدد أسهم شركة ما 100 ألف سهم بسعر 400 دولار للسهم وقامت هذه الشركة بتجزئة سهمها بحيث يقسم كل سهم إلى 5 أسهم فسيتضاعف عدد أسهمها المتداولة بالسوق إلى 500 ألف سهم وينخفض سعر سهم هذه الشركة ليصبح 80 دولارا وبالتالي يتمكن المستثمرون من شراء السهم بسعر 80 دولارا بدلا من 400 دولار وبالنسبة للمساهم الحالى بالشركة هل تتأثر قيمة أسهمه بعملية التجزئة ؟ بالطبع لن تتأثر قيمة أسهمه .. وما سيتغير فقط هو عدد الأسهم ... ليزداد بعد عملية التجزئة كما أن القيمة الإجمالية للشركة بعد عملية التجزئة لا تتأثر إلا عملية التجزئة تخلق شعورا بأن سعر السهم كان مرتفعا وهذا الارتفاع قد يشير إلى أن الشركة تنمو وتتطور بشكل جيد لكن عملية التجزئة تتسبب (بتقليل) سعر السهم وقد يقبل المستثمرون على شرائه مايؤدي لارتفاع سعر سهم الشركة، وينعكس إيجابا على قيمة الشركة بالسوق، ايضا قد لا يرتفع سعر السهم بعد تجزئته إذا لم يشتريه المستثمرون ويزد الطلب عليه لذلك، من الضروري تقييم وضع الشركة بالكامل قبل شراء الأسهم، وعدم الاعتماد على أخبار تجزئة السهم فقط، ومن الجيد النظر في عوامل مثل أداء الشركة التاريخي والحالي، والعوائد المالية والنمو المستقبلي، وحالة الاقتصاد العام والقطاع الذي تنشط فيه الشركة

في سوق الأسهم قد يعتقد البعض أن كسب المال بسرعة أمر سهل، إلا أن هذا المجال لا يسير فيه كل شيء وفق المتوقع؛ ولهذا هناك نصائح يمكن أن تساعد المستثمرين على تعزيز فرصهم في النجاح على المدى الطويل أول هذه النصائح، حدد خطة استثمارية؛ فالخطة تضمن لك عدم التداول بشكل عشوائي، وتحدد لك نقاط الدخول والخروج من الأسهم، فقد يسلك المتداول طريق المستثمر مرة وطريق المضارب مرة أخرى، ومن ثم تضيع طريقه بينهما، على سبيل المثال، المستثمر الشهير وارن بافيت تمسك بخطته الموجهة نحو القيمة، وتجنب طفرة الدوت كوم في أواخر التسعينيات، وبالتالي تجنب الخسائر الكبيرة عندما انهارت الشركات التقنية الناشئة كما أن وجود خطة يجعلك لا تحيد عن أهدافك المالية فقد يكون هدفك مثلا ضمان مكاسب جيدة قبل التقاعد، ووجود خطة للتداول يجعلك تقلل من الاعتماد على الأسهم كلما اقتربت من هدفك كونها عالية المخاطر ثانيا: استثمر في أسهم تمنح توزيعات وقم بإعادة استثمارها لنفترض مثلا أنك استثمرت 100 ألف دولار بعائد يبلغ 9% سنويا لمدة 5 سنوات وفي كل سنة تعيد استثمار العائد مع رأس مالك الأصلي، بنهاية الفترة سيكون رأس مالك قد ارتفع إلى 153.862 ألف دولار، هذا ما يعرف بتأثير كرة الثلج؛ أي إن أرباحك تنمو باستمرار ثالثا: لا تنجذب لشراء الأسهم لمجرد سعرها الرخيص فقد تعتقد خطأ أنك لن تخسر عند شراء الأسهم الرخيصة، على سبيل المثال، قد يشتري متداول سهما بسعر 10 سنتات، وتنخفض قيمة السهم إلى 7 سنتات، ويعتقد أنه مجرد انخفاض بمقدار 3 سنتات فقط، والحقيقة أنها خسارة بنسبة 30% وهي كبيرة جدا ولكي يعود السهم لسعره الأصلي عند 10 سنتات، فلا يكفي أن يرتفع بنسبة 30%، لأن سعر السهم سيرتفع سنتين فقط ويصبح 9 سنتات بل يجب أن يرتفع بنسبة 42.9 % حتى يرتفع 3 سنتات ويصل إلى 10 سنتات رابعا: لا تنشغل بالتقلبات الطفيفة التي توفر سنتات قليلة من شراء أو بيع الأسهم على المدى القصير؛ فالمستثمرون ينجحون على المدى الطويل من خلال الاستثمار بأسهم القيمة على فترات زمنية تمتد إلى 5 أعوام أو أكثر وأخيرا: تخلص من الأسهم الخاسرة؛ فلا عيب في الاعتراف بالأخطاء وبيع الأسهم الخاسرة لوقف المزيد من الخسائر، إذ ليس هناك ضمان لانتعاش السهم بعد انخفاضه لفترة طويلة، وقد يوجد سهم آخر فرصه في النمو أفضل يجعلك تعوض الخسائر، وهذا يتطلب مرونة بالخطة التي وضعتها في البداية بحيث تتيح لك التصرف إذا اتجهت الأسهم للخسارة بعيدا عن أهدافك #أرقام_التعليمية